يقدم لنا القرآن الكريم قدراً وفيراً من المعلومات حول نبى الله عيسى عليه السلام، ويصف لنا كيف أن نبى الله عيسى عليه السلام جاء إلى العالم من دون أب، حينما جاء جبريل إلى مريم البتول بالبشرى، وكيف أنه تحدث إلى الناس بعد ولادته مباشرة وهو طفل رضيع، وكيف كانت تجرى المعجزات على يديه بإلهام من الله عز وجل .
وأيضاً كشف لنا القرآن كيف أن نبى الله عيسى عليه السلام كان رسولاً مخلصاً لله طوال حياته، بشر بالإنجيل الدليل المرشد، وأكد رسالة التوراة، ودعا الناس لعبادة الله بإخلاص.
وأحد العوامل الرئيسية التى تجمع بين المسيحية والإسلام هى حب أتباعهما لنبى الله عيسى عليه السلام وقد وصف لنا القرآن الكريم كيف أن كافة الأنبياء تقاسموا نفس الرسالة الإلهية وأخبرو الناس بالبشرى وحذروهم من الشرك بالله، وأيضاً وصف لنا كيف أن هؤلاء الرسل والأنبياء عليهم السلام كانوا خير قدوة لمجتمعاتهم ولهذا لسبب يؤمن المسلمون بالأنبياء جميعاً ولا يفرقون بينهم.
فكما يؤمن المسلمون بمحمد (صلى الله عليه وسلم) فأنهم يؤمنون بعيسى عليه السلام ويكنون له الحب والاحترام ،فقد وصف عيسى عليه السلام فى القرآن الكريم بأنه "رسول الله وكلمته" (النساء 171)، وبأنه "آية للعالمين" (سورة الأنبياء 91).
كما ذكر لنا القرآن الكريم العديد من المعلومات الهامة حول نضاله عليه السلام ومعجزاته وحياته وأشاد القرآن الكريم بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام فى هذه الآيه حيث يقول تعالى :
"إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (آل عمران آيه 45)
ويؤمن المسلمون بأن الإنجيل هو أحد الكتب السماوية التى أنزلها الله تعالى ولكنه تعرض للتحريف من قبل الناس إلا إن بعض أياته الحقيقيه قد سلمت من التحريف ويظر المسلمون للإنجيل الكتاب المقدس للمسيحين على أنه كتاب الله المقدس الذى أنزله على رسوله كدليل ومرشد للمسيحين وميز الله به بين الحلال والحرام والخطأ والصواب ، وقد وصف القرآن الكريم فى إحدى الأيات الإنجيل الذى أنزل على عيسى بقول الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة المائدة:
"وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" (المائدة آية 46)
وعليه فإنه لا يمكن أن يكون هناك صراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية وذلك لأن المعتقدات اليهوديه والمسيحية والتى تمثل أساس الحضارة الغربية فى وئام واتفاق تام مع الإسلام ولا صراع بينها وبين الإسلام.