إن الله سبحانه وتعالي قد بين في القرآن الكريم أرقي السلوكيات، ووضح فيه الطريق القويم الذي يجب أن يسلكه الناس.
ونجد أن أؤلئك الذين يلتزمون القرآن هم أكثر الناس عقلانية وأصحاب أفضل القرارات، وهم الذين يتصرفون علي أفضل وجه، وهم الأكثر رأفة ومحبوبين بين الناس ولايؤذون أحدا، وإنما ينفعون أنفسهم، وينفعون من حولهم.
وتحت تأثير بعض وسائل الإعلام البعيدة عن الإيمان بالله والقيم الأخلاقية تتكون لدي بعض الناس صورة خاطئة عن المسلمين، حيث يعتقدون أن المسلمين غير متحضرين ومتخلفين، وبالطبع لايمكننا أن ننكر أن بعض الناس الذين يصفون أنفسهم بأنهم مسلمين لهم دور في تكوين تلك الصورة الخاطئة، إلا إنهم بعيدين كل البعد عن القيم الأخلاقية التي أمرنا بها الله عز وجل في القرآن الكريم.
وفي الحقيقة فإن القرآن الكريم قد نهي المسلمين عن الإتيان بما يخالف الفضائل الأخلاقية، فشخصية المسلم يبدو علي مظهرها النبل ليس في المظهر فقط، وإنما في السلوكيات التي تفوق التحضر والعقلانية، ولو أن نبي الله محمد –صلي الله عليه وسلم- ظهر في الوقت الحاضر فسيتم التعرف عليه فورا باعتباره الشخص الأكثر تحضرا ورقيا في هذا القرن وحتي في القرون القادمة.