حين يكون المجتمع فاقدا للثقة في الله عز وجل، أو حين يضعف الإيمان بوجود الله عز وجل وقدرته نجد أن الأفراد في هذه المجتمعات يرون أنهم قد جاءوا إلي الحياة عن طريق الصدفة مما يجعل معنوياتهم محبطة ويعيشون حالة من الدمار الروحي، فلا توجد حدود لما يمكن أن يفعله شخص لا يخشي الله عز وجل.
وبالإضافة إلي ذلك، فإن أولئك الذين ينكرون البعث بعد الموت، وينكرون الحساب (الجنة والنار) يكونون أكثر عدوانية وغير جديرين بالثقة وشديدي الخطورة ويفتقرون إلي الرحمة، وأكثر ميلا للجريمة وأكثر أنانية وحبا لذواتهم.
وفي ظل النظرية الدارونية تنشأ أجيال بعيدة عن حب البشرية وأكثر قسوة وعدوانية وأنانية، ولاتعطي أي اهتمام أو تقدير للقيم الأخلاقية مما يؤدي إلي أن العديد من الدول لديها مشاكل كثير مع مواطنيها مثيري الشغب، فالنازيين الجدد والفاشيين والشيوعيين والأناركيين والإرهابيين قد جعلوا من دولهم مكانا يستحيل العيش فيه بأمان.
ومن الحقائق المعروفة أن تلقين النظرية الدارونية أدي إلي إنحطاط متزايد وزيادة معدلات الجريمة خاصة بين الشباب في جميع أنحاء العالم، فمن غير الأخلاقي أن نلقن الشباب أنهم من المفترض كونهم عبارة عن أنواع من الحيوانات التي لاقيمة لها ولا هدف، وأن الصراع هو القاعدة الرئيسية للحياة ثم نتعجب بعد ذلك من إنحطاط أخلاقهم.
ويمكن الحد من الإنحطاط الأخلاقي عن طريق التوقف عن نشر النظرية الدارونية وتعليم الناس بدلا من ذلك القيم الأخلاقية، ذلك لأن العديد من الحالات أظهرت أن التدابير العسكرية والقضائية لاتكفي للحد من تلك الظواهر، ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن المرء لايستطيع التخلص من النباتات الضارة عن طريق قطعها فذلك يضعف قواها فقط، وإنما الحل هو اجتثاثها من جذورها، فهناك عدد لاحصر له من المشكلات التي ستظهر إلي أن يتوقف العالم عن بث النظرية الدارونية.
فمن يفتقر للمعلومات حول النظرية الدارونية لايدرك كم الخطر الجسيم الذي تنطوي عليه، حيث يجهل الكوارث الاجتماعية والأخلاقية التي تحويها وقد يفشل في إدراك أهمية محاربة تلك النظرية.
ففي الحقيقة فإن الأيديولوجية الدارونية التي تنفي وجود الله عز وجل ووحدانيته وحقيقة أن البشر مسئولين أمامه، تمهد الطريق لضرر بالغ حيث تعطي الناس فكرة عقيمة بأنهم نتاج الصفة البحتة، وأنهم عبارة عن تطور لحيوانات، وقصر الحياة فقط علي الصراع من أجل البقاء علي قيد الحياة، وتعميم نظرية البقاء للأقوي، كل هذا يقودنا إلي ضرورة الحشد الفكري ضد الدارونية ووضعه علي قائمة أولوياتنا بشكل هام جدا وعاجل.