الأدلة والبراهين علي وجود الله تعم الكون كله


هناك تناسق وانسجام وتوازن لامثيل له في العالم الذي نحيا فيه، وحيثما ننظر في هذا الكون الفسيح نجد أمامنا إبداع الخالق عز وجل، فكل هذه التوازنات وبنية الأرض تعتبر دلائل لاتقبل الشك علي قدرة الله عز وجل وقوته التي لامثيل لها.

ومما لاشك فيه، أن مسئولية الفرد هنا تتمثل في أهمية أن يدرك أن الله عز وجل قد خلق هذا النظام المثالي الذي لاتشوبه شائبة، وهيأه بطريقة مثالية ليلائم الحياة البشرية؛ وعليه فيجب علينا أن ننتجه إلي الله عز وجل بقلوب مخلصة ونحمده علي نعمه ونعبده وحده لاشريك له، فكل كوكب من الكواكب صغيرا كان أم كبيرا يمثل مكونا حيويا في النظام الكوني العملاق، وكل التفاصيل المرتبطة بهذه الكواكب من حيث موقعها في الفضاء وسرعة دورانها لم تأت بصورة عشوائية، بل علي العكس من ذلك فإن تلك التفاصيل ترتبط مع غيرها من التفاصيل الدقيقة سواء تلك التي نعرفها أو التي نجهلها للوصول إلي هدف معين.

وفي الواقع فإن أن تغيير في مواقع الكواكب مثلا سيكون كفيلا وحده بهدم كل النسق الكوني وإحداث اضطراب في التوازن الدقيق لهذا النسق الكوني، وعلي الرغم من ذلك نجد دوما أن النظام الكوني الدقيق يتابع سيره بانتظام دون انقطاع أو خطأ، فهذا هو خلق الله عز وجل وإبداعه سبحانه وتعالي.

وحين ننظر إلي إبداع الخالق في جسم الإنسان، نجد أن قلوبنا قد تم خلقها لتتحمل تدفق الدم في أجسادنا 1000 مرة في اليوم الواحد، وهذه المضخة تستمر في العمل دون توقف 24 ساعة في اليوم الواحد، كما أنها قادرة علي توفير احتياجات الجسم من الطاقة التي تهيئه لبدء العمل باستخدام نظامها الكهربائي من تلقاء نفسها، حيث تنتج من الطاقة مايكفي في المتوسط لرفع سيارة مسافة متر عن سطح الأرض لمدة ساعة كاملة من الزمن.

فهذه هي قدرة الله عز وجل المتجسدة في أجسامنا، فهو سبحانه من يعطينا القدرة للعيش دورة كاملة من حياتنا بهذا النسق الرائع، فكل التفاصيل الدقيقة في جسم الإنسان لم يخلقها الله عز وجل هباء، بل لها وظيفة محددة وترتبط مع غيرها لتشكل توازنا دقيقا، فعلي سبيل المثال، حين نتأمل النظام الدقيق في الأذن والجهاز السمعي نجد أنه حين تكون الأذن قادرة علي سماع جميع الأصوات وتمييزها فإن هذا لا يمكن اعتباره ميزة فهناك أصوات غير مريحة ولن نطيق سماعها، وهنا يتجلي إبداع الخالق حيث جعل هناك حدودا لجهازنا السمعي لاتستطيع آذاننا تخطيها، فعلي سبيل المثال فإن الحد المدرك المعروف "بعتبة السمع Threshold" في الأذن البشرية قد تم تحديده لهدف معين، فلنتخيل سويا ماكان ليحدث لو أن آذاننا أكثر حساسية، فلولا هذا النظام الدقيق لأصبحت أذاننا قادرة علي سماع كافة الأصوات الموجودة في الكون وكان هذا سيصبح أمرا مزعجا لنا.

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo
التحميلات
  • الحياة لم تدخل حيز الوجود بالصدفة
  • الهراء العلمي: نظرية التطور
  • الأدلة والبراهين علي وجود الله تعم الكون كله
  • الدارونية تمثل تهديدا خطيرا للمجتمعات البشرية
  • المؤمنون بالله يجب أن يتحالفوا فورا
  • لم يجب أن يتوحد أعضاء الديانات السماوية الثلاثة
  • هيا لننشر حقيقة الخلق سويا
  • دعوة لإبراز معتقداتنا المشتركة
  • المسلمون والحب الكبير لنبي الله عيسي عليه السلام
  • التاريخ ملئ بنماذج الصداقة بين المسلمين وأهل الكتاب
  • عودة نبي الله عيسي -عليه السلام- إلي الأرض: بشري سارة للمسلمين والمسيحيين .....
  • عودة نبي الله عيسي -عليه السلام- إلي الأرض: بشري سارة للعالم المسيحي
  • المسلمون الملتزمون بالقرآن هم أكثر الناس تحضرا في محيطهم
  • لايشعر القلب بالرضي إلا في طريق الله
  • كلمة أخيرة