الخاتمة

تتفشى آفة التطرف حاليا في العالم بأسره من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق. عندما أثيرت هذه المشكلة لأول مرة وظهرت، تصور العديد من الدول الغربية أنه يمكن التعامل معها بسهولة والقضاء عليها، لكن ليس هذا ما حدث، لأن الإسلام المتطرف هو عقيدة تتغذى على الأحاديث الملفقة؛ ويؤمن العديد من البلدان الإسلامية والعلماء المسلمين بهذه الأحاديث. لذلك، حتى لو كانت هذه الدول تدين الحرب والعنف، من الصعب جدا أن يأتي الحل لمشكلة الإسلام المتطرف من هذه البلدان أو بواسطة هؤلاء العلماء.

لقد فشلت الحلول العسكرية في التعامل مع التطرف في كل مرة، بل إنه قمة الضعف والغباء قتل الآلاف من الأبرياء وتشريد الاف السكان من منازلهم أو بلادهم وإلحاق أسوأ الاضرار بالبلدان بسبب عدم الاستقرار، وخصوصا ان نقطة القوة الرئيسية للمتطرفين المسلحين ليس في قوة عتادهم العسكري، ولكن في ايمانهم بأيديولوجية زائفة؛ وإذا بحثنا عن حلول لهذه المشكلة من خلال الدماء وتجاهلنا عقيدتهم الزائفة، فلن يأتي بأية فائدة او حل سوى تفاقم المشكلة في كل انحاء العالم وزيادة قوة التطرف كما يحدث في يومنا.

السبيل الوحيد للقضاء على هذا النظام الوحشي والاعتقاد الخطير الذي يتفشى في معظم العالم الإسلامي هو الإسلام الصحيح؛ ولا يمكن لأي وسيلة أخرى الانتصار على هؤلاء الناس، ولا يمكن لأي سلاح أو تهديد، ولا أي حل اخر لهذه المشكلة الا بنشر الفكر الإسلامي الصحيح، وببساطة الحل الوحيد هو الإسلام الصحيح.

ينبغي على أولئك الذين يسعون إلى حل لمشكلة التطرف أن يتخذوا الخطوة الأولى من خلال تجنب السلوك والمبادرات التي تدين الإسلام والشكوك التي لا نهاية لها. ينبغي عليهم الاستماع إلى أولئك الذين يعرفون القرآن ويعلمون ما جاء فيه، وان يشكلوا تحالف معهم لنقل الحقيقة للعالم؛ يجب عليهم أن لا يقعوا فريسة للانهزامية واللامبالاة ويقولوا: "استنفذنا كل السبل؟" ويجب ألا ينسوا أن المجتمعات المتطرفة تجمع أنصارها فقط من خلال نشر أفكارهم الخاطئة في جميع أنحاء العالم عبر وسائل الاعلام الاجتماعية، ويجب عليهم أن يتذكروا أيضا أن الحقيقة سوف تنتشر بشكل أسرع، وبالتالي وجوب وضع استراتيجية تعليم مناسبة في أسرع وقت ممكن. دعونا نتذكر أيضا أن هذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال المسلمين الحقيقيين؛ أتباع القرآن الذين يلتزمون الإسلام الصحيح ولا تحتوي عقولهم على أي من تلك الأفكار الخرافية.

دعونا نتذكر حقيقة مهمة أكّدنا عليها في بداية هذا الكتاب: لم يكن هناك يوما اسلام حديث أو اسلام متطور على مر الزمان (والعياذ بالله). ان الإسلام الذي ندعو اليه هو الإسلام الصحيح الذي جاء في القرآن الكريم، ويقع على مسؤوليتنا واجب نشر الإسلام الصحيح الذي تتجاهله دول العالم الإسلامي من جديد، إذا أردنا نشر السلام والهدوء في هذا العالم. كما إن أولئك الذين يقابلون العنف بالعنف أو الذين يحلمون بعالم خالي من الإسلام بسبب تصرفات حفنة من المتطرفين سوف يخلقون المزيد من المتطرفين ويضطرون الى مواجهة وحشية بشكل أكبر من أي وقت مضى. ويجب على هؤلاء الناس ان يعرفوا أنه لا يمكن ان يكون هناك عالم خالي من الإسلام، ولا يمكن تحقيق السلام والمحبة التي يطوق لها العالم إلا من خلال الإسلام. لدينا القرآن الكريم، كتاب الإسلام الحق والمعصوم عن الخطأ؛ لذلك فالسبيل الوحيد هو تثقيف الناس وتعليمهم القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة.