تطبيق الأخلاق الدّينية والتعاليم القرآنيّة في كلّ مجالات الحياة هو الطريق الوحيد لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة مصداقا لقوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرْ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ( النحل 97 ) .
والعيش في رحاب الأخلاق القرآنية يفتح للإنسان أفق الحياة الرّحب ويكسبه رجاحة العقل ويعطيه القدرة على التمييز بين الصحيح والخطأ والقدرة على تحليل الأمور بمنطق وعمق. بهذه الصفات تسهل حياة الفرد وتسمو إلى أسمى المراتب.
إنّ حياة الإنسان المؤمن في سلوكه وحركاته وجلوسه وقيامه ومشيته وتقييمه للأحداث وكلامه ونقده وتعامله مع الصعوبات التي يعيشها تختلف تماما عن الناس الآخرين.
هذا الكتاب هو إطلالة على النشاط اليومي للمسلم في ضوء الأخلاق القرآنية، وقد تناولنا بالتحليل جملة الحلول التي يجب على المسلم اتّباعها لحلّ المشاكل اليومية، وغايتنا كشف الحياة السعيدة التي يعيشها المسلم بفضل التزامه بالأخلاق القرآنية، وهو دعوة لجميع الناس إلى الحياة السّامية اهتداء بالأخلاق القرآنية.